تاملات فى عالم بدون نساء....

تخيلو إخوانى الأعزاء لو أن هذا العالم فجأة أصبح بلا نساء !!!!


تخيل أنك تسير فى الشارع تنظر وتبحث فى وجوه الناس عن وجه ناعم رقيق ينسدل الشعر من على جوانبه ‏..‏ فلا تجده .... وتجد عالم خشن كله رجال فقط ... خالى من ممنوع المرأة أو حتي ما يذكرنا بها ‏... أعقاد وأساور وخواتم من ذهب وفضة وألماس يخطف الأبصار ‏..‏ وكلام يكاد يذوب رقة ونعومة وتنهيدا من شفاة مصبوغة بألوان وردية زاهية ‏..‏ وطيب وروائح وبارفانات نفاذة تكاد تخلع الأنوف من الوجوه ‏,‏ وفساتين على كل شكل ولون ‏,‏ بعضها يكشف عن مفاتن الجسم بالحجم والصورة ...


هل ستروق لنا وتطيب هذه المعيشة الخالية من النعومة والرقة والجمال واللمسات الحانية والكلمة الحلوة والرقة والمودة والسكن ولطف المعشر ورفقة الطريق وإحساس الأنثي الذي يملأ عليك الدار بالحنان واللقمة الهنية ‏..‏ من سيسأل عنك ويقول لك خد بالك من نفسك وأنت تقود السيارة‏ ..‏ومن سيقول لك اوعي تتأخر أنا حاستناك علي الغذاء ....


كل الوجوه من حولك وجوه خشنة وشنبات ولحى تتحدث عن الأعمال والصفقات .... وهمهم المال والجنيهات والريالات والدولارات ‏..‏ وكم رصيدها في البنوك ‏..‏ ولا هم لها إلا الكرسي والمنصب والصعود إلي قمة التل الوظيفي ولو علي حساب الآخرين‏!‏


ستجد تكشيرة رجالي من رئيس أو وصلة نفاق من مرؤوس ‏..‏ وكلمات خشنة من نوع ‏:‏ حاضر يا أفندم ‏..‏ كله تمام‏..‏ من طباخ أو سفرجي أو خادم عندك في بيت بلا نساء ‏..‏

لن يستطيع رجل مشاهدة التلفاز لأنه سوف تخلو شاشته من الوجوه الناعمة ‏..‏ وكذلك السينما كل الأبطال من الرجال ...‏.‏ والصحف والمجلات لن تكون مرضية مع فنجان القهوة في الصباح لأنك لن تجد إلا وجوها بشنبات ( تكاد تقطع الخميرة من البيت ) كما يقولون ...‏.‏ ولن تجد إلا أخبار المال والاقتصاد والكورة والحروب والكروب وحوارات غسه ... مع رجال يصنعون تاريخ العالم ويشنون الحروب من أجل السلام ونشر الديمقراطية والحرية في الأرض باحتلال الدول وأسر الشعوب‏!‏


ولكن ..... هناك الجوانب الجميلة أيضاً فى عالم بلا نساء ....

سوف تختفي من حياتك المطربات العرايا في الكليبات إياها التي خلعت الحياء وتحولت إلي دعوة صريحة للانحراف والانفلات باسم الفن ‏!‏ فلن ترتكب الذنوب لمجرد النظر لهن ...


وسوف تختفي أيضاً الراقصات الشرقيات في الأفراح والليالي الملاح ..‏..‏ ومن الأفلام والمسلسلات التليفزيونية ومن الحفلات الخاصة التى يقيمها علية القوم ..‏..‏‏


سوف تغلق الكباريهات والمواخير ابوابها ...‏..‏ فتقل الذنوب والمعاصى


وهناك أيضاً الخسائر ......

فسوف تغلق محال الماكياجات والكريمات والمساحيق التى يضحكون بها على عقول بنات حواء ..... وتعلن جميع شركات إنتاجها الإفلاس بعد أن بارت بضاعتها الحريمي ..‏..‏وتختفى كل مجلات الموضة والأزياء والعطور والبيت والديكور ....‏

وسوف تغلق محال انتاج الملابس النسائية وتغلق معها كل عروض الأزياء الموسمية التى كانت تأخذ الملايين لعارضات الأزياء وتفلس شركاتها ...ولن يجد المصورين العاملين بهذا المجال عمل ....


وسوف يعتزل العمل أطباء أمراض النساء والولادة ..‏..‏ وتغلق مستشفيات الولادة والأطفال أبوابها ..‏..‏ وكذلك أطباء وطبيبات الأطفال سوف يصبحون بلا عمل ..‏..‏ ولن يتخصص الأطباء الجدد في هذا النوع من الطب والجراحة‏..‏ وسوف يلغي جميع الأقسام المتعلقة بها في كليات الطب‏.‏


وسوف تبور في الصيدليات أقراص المقويات التى يستخدمها بعض الرجال التى تتربع الآن علي عرش المبيعات في عالم الأقراص الطبية حتي إن العالم أصبح ينفق عليها كل سنة أكثر من‏200‏ مليار دولار‏..‏.

وسوف تفلس شركات صناعة السينما وشركات الدعاية والإعلان التى كانت تعتمد على الممثلات فى الإعلانات ...

وسوف تفلس شركات إنتاج الأحذية ذات الكعوب العالية وحقائب النساء ذات الماركات العالمية ...

والبلوة الكبرى هى إفلاس شركات إنتاج المجوهرات والذهب والفضة والحلى التى لن يرتديها أحد بعد اليوم ولن يقدم على شراؤها أحد ...

وغيرها من الخسائر التى لا أريد ذكرها لعدم الإطالة فى الموضوع ...


ولكن هل سيرضي الرجال أن تختفي النساء من عالمهم ‏..‏..؟

الواقع يقول إن الرجال سوف يتنفسون الصعداء و يقولون ‏:‏ الحمد لله‏..‏ أهي بلوي وانزاحت من فوق صدورنا‏..‏ لا مطالب ولا حقوق مرأة ولا سن قوانين جديدة يتنازل فيها الرجال عن حقوق كانت لهم شرعية وقانونية وأدبية‏.‏ ولسوف يفركون أيديهم فرحا وجذلا‏..‏ بعد أن تنتهي من حياتهم إلي غير رجعة جرائم الخيانات الزوجية‏..‏ وحالات الطلاق والنفقة وقضايا الأحوال الشخصية في المحاكم ..‏..‏


وباختفاء ممنوع النساء من حياتنا‏..‏ سوف تختفي الصراعات والخلافات والمكائد ..‏ وتختفي معها كل أنواع الجريمة التي ترتكب باسم الحب ... والهجر ... الغيرة‏..‏.


وسوف تختفي من حياتنا معظم جرائم السرقات والسطو والاختلاس والرشوة تلك التي يرتكبها الرجال المتزوجون بزوجات سليطات طماعات فارغات الأعين ..‏..‏ يحرضن الرجال علي السعى وراء المال والحصول عليه بأي وسيلة كانت شريفة أو غير شريفة‏..‏


ولأن الوسائل الشريفة في هذا الزمان تكاد تطعم الفم وتستر البدن‏ ...‏ ولكنها لا تشترى ثلاجة 2 باب ... ولا غسالة عبوة 8 كيلو .... ولا تلفاز إل سى دى 40 بوصة ولا ريسيفر متحرك ولا سيارة محترمة ‏..‏.. ولا شقة فارهة أو فيلا ... هنا تظهر الوسائل غير الشريفة وغير القانونية وغير الأخلاقية‏..‏ بتحريض من الزوجات إياهن‏..‏ حتي نصعد السلم بسرعة ونشتري ما ريد ونكيد الأعادي من الجارات والصديقات من النسوة ..‏..‏ هنا يقع المحظور‏..‏ ليدفع الرجل الثمن غاليا عن اسمه وشرفه وعمره كله‏!‏


ولكن ما هو المكسب الحقيقي للرجل في غياب المرأة؟

‏*‏ غياب البوز الطويل والنكد الذي تقابلك به الزوجة بمجرد دخولك إلي المنزل‏ !‏

*‏ التخلص من المطالب والشكاوي اليومية وأنت جالس علي مائدة الغذاء ‏!‏

*‏ التخلص من التحريض علي محاربة الدنيا والخلق والمباديء من أجل المال الوفير والشقة الجديدة وكل شئ يفوق حد الخمس نجوم من مستلزمات المعيشة ‏!‏

*‏ التخلص من معايرته دائما بالجيران والأصدقاء والأقارب ..‏..‏ فلانة زوجها إشترى لها كذا وكذا ‏..‏ وفلانة زوجها أخدها معه في رحلة لبلاد كذا وكذا ‏..‏ وفلانة زوجها إشترى لها سيارة جديدة موديل السنة ..‏..‏ وإحنا ياحسرة لا كده ولا كده ولا كده‏!.‏

*‏ نهاية عصر الغيرة وانطفاء نارها الحارقة‏..‏ وبالتالي نهاية حرب الشك اللعين‏..‏ الذي سيرحل إلي بلاد أخري وكوكب آخر يوجد فيه الرجال والإناث معا‏..‏

* إرتياح الرجال من كثرة إلحاح الزوجات بسبب ودون سبب‏..‏فالمرأة تريد أن تضع الرجل في قفص تغلقه بالضبة والمفتاح ولا تريده أن يكلم أحد غيرها ولا يرى بعينيه أحد غيرها ‏!‏

********************************

لا أعلم أعزائى تأملاتى فى ذلك العالم الخيالى بلا نساء .... هل هى خيالية أم ماذا ؟؟

لذلك طرحتها هنا لتسطر أقلامكم روعة وإبداع الرأى ... والرأى المضاد

دمتم جميعاً فى تمام صحتكم وعافيتكم